مسقط- الرؤية
تبرز شركة الغاز المتكاملة كركيزة أساسية في جهود تعزز البنية الحيوية للطاقة؛ حيث تطلق العنان للإمكانات الصناعية، دعمًا للنمو الاقتصادي، ولضمان استمرارية سلسلة قيمة الغاز في عُمان، في وقت تتسارع فيه الجهود لتنويع الاقتصاد في إطار رؤية "عُمان 2040".
ومنذ تأسيسها أواخر عام 2022، أحدثت الشركة تحولًا جوهريًا في هيكل وحوكمة قطاع الغاز، لتصبح الجهة الوحيدة المسؤولة عن تجميع الغاز وعقود التوريد والتوزيع على مستوى البلاد. وتشرف حاليًا على إدارة أكثر من 44 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، محققة التوازن بين الطلب الصناعي المحلي وتوليد الطاقة والتزامات تصدير الغاز الطبيعي المسال، مع ما تتميز به من مرونة تشغيلية وشفافية غير مسبوقة.
ومن أبرز إنجازاتها الوطنية مؤخرًا موافقتها على تنفيذ خط أنابيب استراتيجي يربط بين منطقة فهود بولاية صحار، ويمتد إلى ولاية عبري، هذه البنية التحتية، التي يبلغ طولها 193 كيلومترًا، ليست مجرد خط أنابيب؛ بل هي مثال لرؤية الشركة الطموحة والمستقبلية، الهادفة إلى تمكين المناطق الصناعية، وتعزيز التجمعات الاقتصادية الجديدة، وترسيخ مكانة عُمان كمركز إقليمي للطاقة.
وقال عبد الرحمن اليحيائي الرئيس التنفيذي لشركة الغاز المتكاملة: " الغاز أكثر من مجرد مصدر للطاقة، إنه محرك للنمو الاقتصادي والصناعي في عُمان". وأضاف: "في شركة الغاز المتكاملة، يتجاوز دورنا الإمداد فحسب، إذ نعمل على صياغة استراتيجية وطنية تضمن أن يسهم كل متر مكعب من الغاز في تحقيق قيمة طويلة الأمد لصناعاتنا، واقتصادنا وتحقيق الاستدامة المالية".
ويجمع نموذج عمل الشركة بين التنبؤ بالعرض والطلب، وأنظمة التخصيص الشفافة، والأدوات الرقمية المتطورة، مثل إطلاق أول منصة لمزادات الغاز الفورية في عُمان. وتدعم هذه الابتكارات توافر الغاز لأكثر من 134 مستخدمًا نهائيًا في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والمعادن والتصنيع، بما يضمن استثمار كل فرصة لتحويل الغاز إلى قيمة مضافة وطنية.
ومن خلال مشاريع استراتيجية، مثل خط أنابيب صحار – عبري، وتعاونها الوثيق مع مختلف أصحاب المصلحة، تعزز الشركة الثقة في القدرات الصناعية للسلطنة. وسيزيد هذا الخط وحده من طول شبكة الغاز بنسبة 4.5%، كما سيخدم مركزين صناعيين واعدين بالعديد من المشاريع، الأمر الذي سيحفز الاستثمارات الجديدة ويوفر فرص عمل على امتداد سلاسل القيمة.
وبالتوازي، يكتسب دور الشركة في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة زخمًا متزايدًا؛ بدءًا من توفير إمدادات الغاز كحل انتقالي، مرورًا بمشاريع الحديد الأخضر مثل مشروع فولكان في الدقم، وصولًا إلى تمكين النمو منخفض الكربون القائم على الغاز، مع الحفاظ على موثوقية ومرونة إمدادات الطاقة.
وبصفتها الجهة الحصرية لشراء وإصدار أوامر النقل وتخصيص الغاز، لا تكتفي الشركة بإدارة هذا المورد فحسب، بل ترسم ملامح مستقبله أيضًا. ومع كل خط أنابيب يُشيَّد، وكل عقد يُبرم، وكل تخصيص يُحسَّن، تدعم شركة الغاز المتكاملة طموحات الدولة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.